.. والعرب يتفرجون

.. والعرب يتفرجون







محرقة غزة أمس، ليست بلا مقدمات. إنها حلقة من مسلسل إرهابي ينفذه العدو الصهيوني على مرأى من العالم كله.



العدو يقتل ويخرب والعالم منحاز، وفي أقصى تقدير يساوي الجلاد بالضحية، والعرب، كما عادتهم، يتفرجون.



وإذا وضعنا أركان سلطات الاحتلال في الكيان الصهيوني جانباً باعتبارهم مجرمي حرب، لكل منهم سجله المثبت بالوقائع في الإرهاب بصنوف شتى، فما الذي يمكن قوله عن “الجمهور” في الكيان، عن “الإسرائيليين” أنفسهم؟ أليس أولئك هم من إنتاج هؤلاء، هم من يأتون بهم إلى الحكم، وهم من يثبتونهم في قيادة أحزابهم وتكتلاتهم وتجمعاتهم؟



الاستطلاعات الأخيرة تقول إن غالبية “الإسرائيليين” مع العدوان على قطاع غزة، وتفيد في موازاة ذلك بأنهم يرفضون الجلاء عن الجولان السوري المحتل، ولا يريدون تفاوضاً مع دمشق إن كانت حصيلته ستؤدي إلى الانسحاب من الهضبة.



هذا “الجمهور” هو من يعوّل عليه في دوائر التسوية على تبديل اتجاهاته ليتسنى إبرام اتفاقات السلام، على هذا المسار أو ذاك، وهو نفسه الذي يحفز قادته على إطلاق اللاءات تلو اللاءات، خصوصاً ضد إزالة المستوطنات وضد حق العودة وضد وقف تهويد القدس.



هؤلاء، كما أولئك، أفضل من يعبّر عنهم عملياً هم قطعان المستوطنين وممارساتهم الإجرامية في أي مكان وجدوا، في مستوطنة كبيرة أم مستوطنة صغيرة، أم “مستوطنة” متنقلة من خلال “الكرفانات” التي ينصبونها في هذه التلة أو ذاك الحقل من أرض فلسطين المحتلة.



ستون عاماً انقضت على زرع هذا الكيان السرطاني في قلب الوطن العربي، ولم يتبدل فيه شيء في اتجاه التسوية، بل هو يزداد شراسة، على المستويات كافة، خصوصاً أنه يلمس أن تصعيده وإرهابه وتهديده واستطيانه تقابل كلها بالتراجعات والتنازلات والتطبيع وعروض “السلام”، والعرب ينتظرون ويراهنون من عهد أمريكي إلى آخر، ليفاجأوا بأن كل عهد جديد يكون أسوأ من سابقه.



قدّم العرب الممكن وغير الممكن من أجل إثبات “حسن النوايا”، فيما الاحتلال، الاحتلال كله، سلطاته وجمهوره الاستيطاني، في مكان آخر، ينفذ استراتيجيته للسطو على فلسطين كلها وتهجير من تبقى من الفلسطينيين، وليس منع عودة من تم تهجيره فقط.



أمر وحيد مفيد يدير العرب له الظهور، هو اتفاقهم على كلمة سواء، على وحدتهم وتضامنهم بما يحفظ وجودهم المعرّض للحصار والعقاب، وقضم الأوطان أو إغراقها بالفوضى والفتن وفيروسات التقسيم.



ومن لا يزال يراهن على نقيض الصورة الحقيقية للكيان، لينظر إلى قطاع غزة وما يتعرض له من العدو، باعتباره صورة مصغرة عما يريده ويكيده هذا العدو للعرب أجمعين.



محرقة غزة متواصلة. مئات الشهداء والجرحى في يوم واحد، في يوم قال فيه مجرم الحرب شيمون بيريز إن المنطقة نضجت للسلام.



ومحرقة غزة المراد تعميمها عربياً، هي نموذج “السلام” الذي ينشده هذا العدو. ومن أسف، فإنه مازال يجد من يمد اليد إليه.

تسلمين ع هالتضامن معا اخوننا في غزه
ولا تبخلووووووووووووووو بالدعاء

تسلم ع مرورك

وانشالله ما راح ننساهم

وقلبنا معاهم

يسلموا على تضامنكم بالدعاااء

واقل شيئ نقدر نسويه ندعيلـــهم





تحيااااتي